في ذكرى أبي الشهيد رحمه الله أهديت هذه القصيدة لروحه الطاهرة
فتحية اجلال لكـ يا سيد الخطباء وامام العلماء
أبي الشهيد
رحلت يا أبتي
وتركتنا خلفكَ نبكي الفراق
فالشوقُ نارٌ وولعةٌ
فما بال البعدُ وألمُ الاشتياق
فلو أنكَ استأذنت منا
قبل رحيلكَ السَبَّاق
لأتينا معكَ ورحلنا
لرب السماواتِ الطِباق
ولكنْ ..
قدرُ اللهُ ربي
بأن تكون الشيخَ الشهيد
فقد كنت رجلاً في هذا الزمن التليد
وعشتَ عزيزاً كريماً
وعلى المنبرِ أسدٌ صنديد
لا تهبْ المنيةَ أبداً
بل تمنيتها ونلتها من اللهِ المجيد
من صدقَ الله , ولم يَصدُقهُ الحميد ؟!
..
قتلوك يا أبتي
ليسكتوا صوت الحق المبين
قتلوك يا أبتي
ليجف قلمك ضد حقدهم اللعين
قتلوك يا أبتي
لينثروا بغضهم وحسدهم الدفين
قتلوك يا أبتي
ليحرموا أطفالك من عبقِ الحنين
قتلوك يا أبتي
وما علموا بأن اللهَ رزقكَ جنـة الخالدين
فأسكنك الفردوسَ فجاورت النبيَ الأمين
فاللهُ ربــي أقسمَ بجنته وحورهــا الثمين
فاشتريتها يا أبتـي .. فطوبـى للمشترين
..
يا أبتي
نم قريرَ العينِ في جنتك
ولا تنظر خلف الدُجى
فكلنا نسيرُ على بيعتك
فحبكَ ملأ قلوبنا
وعيوننا تحِنُ لرؤيتك
وآذاننا الصماءُ ..
تعيدُ لنا أصداء خطبتك
ومسجدكَ بلالٌ
صرحٌ شامخٌ بنيته بعزيمتك
وأخوه سعدٌ
أسسته وشيدته بطيبتك
فلا تنظر خلف الدجى يا أبتي
فغزة كلها تشهدُ بطيبِ ذكرك وسمعتك
..
باستشهادك يا أبتي ..
خلَّفتَ سيولاً من الأحباب
ودموعاً لا تجفُ للأقرانِ والأصحاب
ففي ذكرى رحيلك يا قمر
نريد أن نجدد القسم
ونترك لبرهةٍ جرحَ الألم
ونقسمُ بأنك باقٍ في قلوبنا للأزل
فصورتكَ النديةُ لا تفارقُ عيوننا والمُقــل
وبسمتكَ الرقيقةُ ترسم لنا حـــلاوة الأمــل
فأنت لنا بعد النبي المصطفى القدوة والمثل
فوداعاً يا أبتي وداعاً يا حبيبي
ولنا في جنة الخلدِ لقاءٌ بعد انقضاء الأجل
...
خليل نظير اللوقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق