شهيد .. في يوم ماطر
جلستُ أفكرُ وحيداً ..
وأنا أسمعُ صوتَ زخاتِ المطر ..
فأتى ببالي حبيباً وصديقاً وعزيزاً ..
سكن قلبي طويلاً , وأضحكَ شفتاي كثيراً ..
كنا نتقابل دائماً .. نخرج معاً .. نتسامر سوياً ..
تذكرته مع صوت المطر الخفيف ..
الذي معه كنا نستمتع بالسهر والمزح الظريف ..
كنا كالأخوةِ , كنا كالأحبةِ .. بل كنا كالعاشق العفيف ..
وفي يومٍ ماطرٍ .. خرجنا معاً
نمشي ونتبادل الحديث ..
فأفزعنا صوتُ رصاصٍ وقصفٍ عنيف ..
فأدرنا ظهرنا بسرعةٍ لنعود ..
وفجأةً .. سقط صاحبي على الرصيف ..
يا الهي .. رصاصة أصابت رفيقي ..
أخذتُ أصارعَ من أجلِ إنقاذ صاحبي ..
وأصرخُ وأنادي .. يا أهلي يا ربعي أنجدوا أخي ..
وضعتُ يدي على رأسه وقلت : ستعيشُ يا عزيزي ..
ابتسم والدم يملأ وجهه وقال : سأتركك يا حبيبي ..
صرختُ وقلت : لا لن تغادر من حياتي ..
لن أعيش من دونك أبداً , فأنت الحبيب الباقي ..
صار المطر يشتد , ومعها تنهال الدموعُ من عيني ..
وأنا أراه يلفظ روحه أمامي ..
مات صاحبي .. مات رفيقُ دربي ..
آه من دنيا .. نعيشُ ونكبر فيها ..
وأخيراً .. نموتُ ولا نحيا بها ..
وداعاً يا حبيبي .. وداعاً يا رفيقي ..
فلنا في جنة الخلدِ عند ربي التلاقي ..
تحياتي / خليل نظير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق