الأحد، 22 يوليو 2012

رمضان غزاوي !!

رمضان غزاوي !!
بقلم / خليل نظير اللوقة

بمبلغ ٍليس بالهين .. اشترى أبو جابر مروحة لتخفف عنه حر الصيف نهاراً ًوتخلده للنوم الهانئ ليلاً .. وفرحت أم جابر كثيراً بمروحة زوجها فهي دوماً ما كانت تلج رأسه بمكيف جارتها أم علي الذي يحول البيت من فرن ساخن لثلاجة تعزف النفس عن ترك حلاوة الهواء البارد فيها ..

وقضت أم جابر ليلة سعيدة مع زوجها قبل رمضان ليس بمتعة الفراش الناعم !! إنما للمرة الأولى لم يستيقظا وقد انهمر العرق وتصبب ماء الجسد على السرير ضيق الأفق , فالكهرباء لحسن حظهما هنأتهم بمروحتهم الجديدة وأكملت ليلة كاملة بلا غمز أو لمز !! وفي الصباح السعيد قام أبو جابر للتلفاز ليشاهد الأخبار منتظراً طعام الإفطار مع أولاده الثلاثة وزوجته , ومن بعده سينطلق ليقضي قوت يومه في دكانه البسيط بجوار المنزل , وهنا وقفت عيني أبو جابر على وجه بشوش المنظر لائق الكلام تبدو عليه معالم إحساس بمسؤولية كبيره ومهمة ثقيلة , كتبوا تحت وجهه الموقر ....... شركة كهرباء غزة , فشد انتباه أبو جابر وأخذ يستمع لسلام وتحية وتهاني وتبريكات بقدوم رمضان فرد عليه أبو جابر وهنأه وشركته فهم أصحاب الكهرباء التي بدونها لن تدور مروحته الجديدة ولن تبرد ثلاجاته العصائر بدكانه ..
انتهت الفقرة الأولى من الخطاب وأبو جابر لا يعلم بأنه قد شُرب مهدئاً وأُطعمَ مُسكناً ولكنه لن يكون طويل الأمد , فأبو جابر انفجر بعد سماعه كلام ( يسم البدن ) من هذا الوجه المقنع :" غزة على موعد مع جدول جديد لقطع الكهرباء في شهر رمضان المبارك " وعادت بسمة صغيرة لأبو جابر عندما سمع " سيطرأ تحسن ملحوظ على الكهرباء برمضان " ولكنه سرعان ما عاد للإغماء فالوجه البشوش قال :" سنزود ساعة ونؤخر ساعة " , ما شاء الله عليكم شركة تسهر لعيون المواطن .. يقول أبو جابر .. وقبل أن يهم بمناداة زوجته انقطع صوت ذلك الرجل فشركته قطعت الكهرباء وفاءاً ً لكلامه المعسول !!

خرج أبو جابر من البيت للدكان غضباً يفكر برمضان الذي سيحل غداً ولا كهرباء وحر شديد شديد , والشركة والحكومة يلعنان الشعب بتضخيم للأزمة وتصدير للمشكلة وتزويدها .. اقتباسات من الشارع الغزي ..
مضى يوم أبو جابر الثقيل وانتظر الكهرباء التي حلت مساءاً , ليقضي ليله فرحاً مع أسرته بحلول رمضان في الغد , فقد أحضر أبو جابر طعاماً للسحور ونظم ساعة المنبه على الثالثة فجراً ليبدأ أول أيام الصيام ..

استيقظ أبو جابر على الواحدة والنصف ومعه أم جابر فالمروحة توقفت والضوء الخفيف انقطع بعد أن انطفأت الكهرباء عن الحي بأكمله , لم يستطع أبو جابر النوم وأخذ يقلب كف على كف ويلعن ويسب ويشتم وأم جابر تهدأ من روعه قليلاً , وخرج أبو جابر من البيت ليجد أمامه الجيران مصطفين يلعنون ويسبون , فابتسم .. فقد علم أنه ليس لوحده من أذنب إنما غزة كلها تسب وتلعن .. " أنه أول أيام رمضان يقطعون الكهرباء " , "ربما هي قَطعَة بسيطة لتخفيف حملٍ زائد " , وهنا ينفجر أبو جابر:" حملٌ زائد الساعة الواحدة والنصف يا أبو حسن !! أرجوك اصمت " ..
وفجأة أضاء الحي لبرهة .. ومن ثم عاد للحال الميؤس , ليعيد الأهالي مسباتهم على المسؤولين وحججهم الواهية البالية .. " إنها غمزه رمضان من المسؤولين لنا " يعلق أبو جابر حقداً وتهكما ً..
رنت ساعة المنبه ولم تجد من يوقفها سوى جابر بعد أن ضربها بالأرض غضباً وقهراً على انقطاع الكهرباء , ونادى جابر والده ليتناولوا السحور المحسود على شمعة تترنح ساخرة على صمتنا البائس وسكوتنا المغلف بخوف وجبن بلا سبب ..

وصلى أبو جابر بالمسجد على أنوار الشواحن الضعيفة ودعا ربه أن يجعل رمضان غزة عامراً بالكهرباء وزاخراً بالشموعِ والأضواء , وأن يكون فطوره ليس كسحوره الموكوس !! وأكمل دعائه بأن ينزع الله الجبن والخوف من صدور الشعب لينتفض لمرةٍ واحدة يطالبُ بحقٍ مشروع ومِلكٍ مهدور ..

الأحد، 8 يوليو 2012

ما أجمل أن تشعر بالشوق في الصباح والمساء ..
ما أروع أن ترى العشق يراود خلدك كما السحاب في السماء ..
ما أحلى العمر والدهر بحبيبه مزج حبها فاختلطت به الدماء ..

الاثنين، 25 يونيو 2012

مرسي هو الرئيس !!


مرسي هو الرئيس !!
 
بقلم / خليل نظير اللوقا

بعد أن قدم شعب مصر تضحيات تليها تضحيات من أجل أن يظفر برمق من الحرية بعد ظلم النظام الظالم وعتمة الليل الداكن , الذي ذاقه على مر ثلاثين سنة أو يزيد من حكم أسياد لعبيد وتحكم لطغاة مستبدين لا يعرفون سوى بطونهم وعوائلهم وتضخيم أموالهم والتنافس بينهم لمن يصعد أولا لسلم أثرياء العالم , وشعوبهم لا تكاد تذوق طعماً لرغيف أو لقمةٍ لطعام أو شربه لماء تروي بها ظمأ أو تسد بها جوعاً ..
لقد انحرفت عن مسار مقالي قليلاً .. فظلمهم كان كبير وتسلطهم على شعوبهم كان عسير .. أما ما أريد قوله في تلك السطور , أن ما وصل إليه شعب مصر اليوم من اختيار لرئيس لهو أجمل ما في تلك الثورة المباركة , فقد حقق هدفاً سامياً ورسم صورة عالية لشعب مصر العظيم , فقد ثار على الظلم والطغيان وأبعد ليس فلول النظام بل أصول النظام فشفيق كان رمزاً من رموز مبارك , وضحى لأجل أن يصل ويعيد صورة سابقيه ولكن عزيمة المصريين وإرادتهم ردت كيد الكائدين لنحورهم وجعلت رموز الثورة يحلقون في سماء مصر ..

لقد كان المصريون في عهد مبارك يعرفون نتيجة الانتخابات قبل أن تبدأ , فرئيسهم المبجل يحصد تسعة وتسعون بالمائة !! يا للعجب إن من يعبد الله في هذا الكون لا يصلون لهذا الرقم .. ومبارك وصل إليه بقدرة لا يعلمها إلا هو !!
إن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية لهي أمر طبيعي لدرجة الظلام والظلم الذي عاشه المصريون , فلِمَ نقف حزانى ونلطم الكفوف والأوجه ؟ لقد اختار المصريون كما اختار الفلسطينيون وكما اختار التونسيون وكما اختار قبلهم الكثير من الشعوب , ألم تكن الانتخابات المصرية نزيهة بشهادات الجميع ؟ لم الخوف إذن ؟!

أنا لست إخوانياً وأبدا لن أكون , وبالتأكيد لست مدافعاً عن نظام سابق ولكن أوجه رسالتي كمتابع للأحداث في مصر والوطن العربي , لقد اختار الشعب وحدد كلمته فيجب أن نقف مع إرادة الشعب المصري ونحترمها ونقدرها , أيعقل بنا أن ننغص فرحة الديمقراطية المصرية الأولى في التاريخ ؟ وننتظر بما ستؤول إليه الأمور ولا نبدأ بالحكم والتهويل والتوقعات الزائفة التي لا تعرف سوى حقدا أو كرهاً , يجب علينا أن نُحكم عقولنا ونجعل من ألبابنا ميزاناً لقياس درجة نقاء أذهاننا لنبعد عنها زيف الحقد والحسد , وكلمة أخيرة أحببت أن أذكرها .. إن وصول مرسي لكرسي الرئاسة لهو إنذار لكل ظالمٍ فاسد وحاكمٍ طاغي , ألم يكن مرسي وجماعته في أيام من سنين داخل السجون والمعتقلات في عهد البائد مبارك , اليوم نرى عكس تلك الرواية فمبارك يناظر من خلف القضبان ويرى كرسيه مع من حاربهم وسجنهم وعذبهم , فالأيام دول وشاعر أم كلثوم عبد المنعم السباعي قالها في أغنيته الخالدة :
دي حكمة الله في آية      لكل ظالم نهايه

الخميس، 7 يونيو 2012

عذراً ميسي .. فمحمود هو الأفضل

عذراً ميسي .. فمحمود هو الأفضل


بقلم / خليل نظير اللوقة

لاشك أن ما يقوم به نجم العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي لهو أمر خيالي وجنوني , فمهاراته تعدت الحدود ووصلت لمستوى يعجز اللسان عن وصفه , ولكن يبقى هذا الشخص هو مجرد لاعب يمارس هوايته كسباً لشهرة أو لمال , سواء له أو لناديه أو لجماهيره العاشقة لفنونه ومهاراته ..
لكن .. ما يقوم به البطل اللاعب محمود السرسك لهو أمر أكثر خيالاً وجنوناً , فصموده تعدى الحدود والحواجز , وسطر أروع ملامح المقاومة والتحدي في وجه السجان الإسرائيلي , ليس بمهاراتٍ أو بطولات ولا كسباً لمالٍ أو لشهرة , إنما طلباً للحرية المنزوعة .. وسعياً للكرامة المهدورة , فمحمود فلسطيني يعشق المغامرة والتحدي , حتى لو كانت أمام قوة من أعتى قوات الأرض ..
وصل محمود لليوم الخامس والثمانين من إضرابه عن الطعام , صحته تهالكت وجسده تهاوى .. ولكن عزيمته لم تتهاوى ولم تنكسر , وعُودهُ الصلبُ ما زال يضرب غيظ السجان ويلعن كيد الساكتين والظُلام ..
محمود يأبى الانكسار والخضوع إلا باسترجاع حقه في الحياة بحريه وسلام وطمأنينة واستقرار , ليس كبقية سكان العالم فحسب .. إنما كبقية لاعبي العالم , فلو أن شخصاً تعدى على ميسي أو أمثاله سباً أو قذفاً لرأيت عقوباتٍ وتصريحاتٍ ومؤتمراتٍ ومظاهرات اعتصاماً مع ميسي وتضامناً مع عطره المفقود , أما محمود حرم نفسهُ من طعامٍ وشراب .. وأُبعدَ عن أهله وشعبه .. ولم تجد ناصراً ينصره ولا معيناً يعينه في كربته .. سوى ربه وخالقه الذي يمهل ولا يهمل أبداً عباده المظلومين ..

وربما العيبُ الذي ينبغي أن نذكره في هذا المقام .. أن إعلامنا لم يعطي محمود الاهتمام المستحق ولا التغطية اللازمة , تقديراً على صموده الأسطوري .. لماذا يا إعلامنا الموقر لم تسلط الضوء عليه كما خضر عدنان أو هناء شلبي أو ثائر حلاحلة ؟ أهو أقل منهم صموداً وتضحية ؟! أنه فلسطيني الدم والهوية مثلهم ويقاتل على نفس دربهم ويضحي بنفس طريقتهم !! فواجبٌ عليكم يا إعلامنا العفيف أن تقدم قدراً وفياً من الاهتمام مع محمود , والوقوف معه لتصل رسالته للعالم الخارجي , وليقف الاحتلالُ على قدمٍ واحدة ويرضخ أمام عنفوان الأسد محمود , ويحقق له أمل الحرية المنشود ..
محمود .. تعجز الكلمات عن وصف أسطوريتك وتأبى الحروف التعبير عن عزيمتك .. أنت مفخرة لفلسطين وشعبها .. ولأمة العرب وأبنائها .. لست أقل من الثائرين لأجل الحرية , فأنت ثائر بجوعك وصبرك .. ثائر بثباتك وصمودك وتضحياتك ..
محمود .. إن شيب فلسطين قبل شبابها يداً واحدة معك أيها الصقر .. فأنت صورة مضيئة لصمود شعب يأبى الانكسار ولو هُدت عليه جبال الأرض وصخورها ..
عذرا يا ميسي .. فمحمود تجاوزت مهاراته في الصمود مهاراتك .. وتجاوزت مراوغاته للاحتلال مراوغاتك .. وتجاوز إبداعه في التحدي إبداعاتك .. ووقف وحده ليس ضد عشرة مدافعين .. بل ضد كيان ودولة لها من القوة والجبروت ما لها .. يتحداها طلباً لهدف أسمى هو أقل الحقوق للإنسان .. انه الحرية , فلك يا محمود ألف ألف تحية , وعذراً يا ميسي .. فهو الأفضل في العالم ..

السبت، 2 يونيو 2012

غروب بحر غزه ..

 
ربما هي اللحظات التي يحتضن فيها البحر شمس الغروب الحمراء .. لتبيت بما في غزه من جرح وألم .. على أمل أن تصحو يوما وقد زال الجمر والقهر .. وابتسم القدر لأهل غزه المنصوره .. مجدك يا غزه من شعبك الأبي .. فأنت وسام شرف على جبيننا ولكل فدائي وفي .. 

.. أجمل تلك اللحظات اختطفتها عدستي من شاطئ بحر غزة ..














الخميس، 31 مايو 2012

عظمة رفاتكم من عظمة جهادكم ..


عظمة رفاتكم من عظمة جهادكم

بقلم / خليل نظير اللوقا

يا شهداء الوطن .. يا من ضحوا بأرواحهم وبحياتهم لا في الدنيا بل حتى في الكفن .. عظامكم شوك وحنظل في حلق الأعداء .. رفاتكم قنابل ألهبت صدور الأوفياء .. عظماء أنتم بجهادكم .. عظماء أنتم بنضالكم .. سطرتم حكاية شعب لم يسلم في حياه ولا في ممات من بطش السفهاء ..
أنتم أعلام في تاريخ وطننا المسلوب .. أنتم جبال راسخة نغصت عيش الاحتلال المنكوب .. عظامكم خناجر في قلوب من باع القضية .. وسلم للاحتلال القدس وحيفا ويافا وعكا والمجدل مع غزة الأبية .. روائح عطركم تنادي الأبطال لتحرير قدسنا من الأنذال .. ونعوشكم الطاهرة تتلهف لتحرير أسرانا من سجون الاحتلال .. وتصرخ أجسادكم ليعتصم أبناء شعبنا لنعيد للأمة الآمال ..
نعدكم يا شهدائنا .. بتحرير القدس والأقصى .. وبعودة المهجرين وبإخراج الأسرى .. فلن نسلم أبدا للقضية .. ولن نرضى بالتأخر والدنية .. فعزيمتنا لا تقهر بالقنابل .. وإصرارنا لن تجد في الكون له ماثل .. فأنا فلسطيني قلبي من صخر .. وروحي تتحدى الظلم والقهر .. فارقدوا بسلام في جنانكم .. وامتشقوا المجد في نعيم ربكم .. يا أسياد الوطن يا عظماء الأمة .. لكم منا ألف ألف تحية ..

 

الجمعة، 18 مايو 2012

شعر / خيانة الزمان ..

خيانة الزمان
لـ / خليل نظير اللوقا

في بحر الآهاتِ سكبت دموعي
في بحر الأحزانِ ألهبتُ جروحي
جروح ودموع الأسى المرِ
وشوك الحنظل يحرقُ قلبي
بنارِ الفراقِ وظلم الدهرِ

يا زماني هلا عدتَ للوراءِ يوماً
لأرجع لحبيبةٍ فديتها بالعمرِ
يا زماني يا سارقَ المعشوقين
من قلوبِ التائهين
ردها لقلبي الحزين
لأضمها بين أضلعي
لأحتضنها بين ثنايا صدري
لتبقى لأبد الآبدين

حبيبتي
إني تبتُ عن الحبِ الأليم
وسأعيش عمري أفكر بالماضي
وأعيد قصص اللقاء الحميم
حبيبتي
لا تمنحيني فرصةً كي أعود
فقد مزقتُ أوراق عشقنا
وألقيت بصفحاتها لتنضم
للأفقِ المسدود
حبيبتي
لا تعديني الآن
لا تبتهليني الآن
فأمرُكِ إلي انتهى
وحبكِ من حياتي اختفى
ومليون غيركِ يرجونَ مني الوفى

حبيبتي
تباً لزماني وسحقاً لاختياري
فأنتِ لم تكوني صاحبةَ الأمل
أبداً لن تكوني امرأةَ السموِ والجلل
حبيبتي
سأدوسُ وردتكِ الحمراءُ بقدمي
وسألعنُ الحبَ
وسأرجمُ العشقَ
ولن أكون لأحدٍ بعد اليوم
إلا لنفسي

يا زماني لقد خُنتني
دمرتني أهلكتني
فتباً إليك يا زماني
وتباً عليكم يا عشاقَ الوهمِ
يا مُلاكَ الأوهامِ