الخميس، 7 يونيو 2012

عذراً ميسي .. فمحمود هو الأفضل

عذراً ميسي .. فمحمود هو الأفضل


بقلم / خليل نظير اللوقة

لاشك أن ما يقوم به نجم العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي لهو أمر خيالي وجنوني , فمهاراته تعدت الحدود ووصلت لمستوى يعجز اللسان عن وصفه , ولكن يبقى هذا الشخص هو مجرد لاعب يمارس هوايته كسباً لشهرة أو لمال , سواء له أو لناديه أو لجماهيره العاشقة لفنونه ومهاراته ..
لكن .. ما يقوم به البطل اللاعب محمود السرسك لهو أمر أكثر خيالاً وجنوناً , فصموده تعدى الحدود والحواجز , وسطر أروع ملامح المقاومة والتحدي في وجه السجان الإسرائيلي , ليس بمهاراتٍ أو بطولات ولا كسباً لمالٍ أو لشهرة , إنما طلباً للحرية المنزوعة .. وسعياً للكرامة المهدورة , فمحمود فلسطيني يعشق المغامرة والتحدي , حتى لو كانت أمام قوة من أعتى قوات الأرض ..
وصل محمود لليوم الخامس والثمانين من إضرابه عن الطعام , صحته تهالكت وجسده تهاوى .. ولكن عزيمته لم تتهاوى ولم تنكسر , وعُودهُ الصلبُ ما زال يضرب غيظ السجان ويلعن كيد الساكتين والظُلام ..
محمود يأبى الانكسار والخضوع إلا باسترجاع حقه في الحياة بحريه وسلام وطمأنينة واستقرار , ليس كبقية سكان العالم فحسب .. إنما كبقية لاعبي العالم , فلو أن شخصاً تعدى على ميسي أو أمثاله سباً أو قذفاً لرأيت عقوباتٍ وتصريحاتٍ ومؤتمراتٍ ومظاهرات اعتصاماً مع ميسي وتضامناً مع عطره المفقود , أما محمود حرم نفسهُ من طعامٍ وشراب .. وأُبعدَ عن أهله وشعبه .. ولم تجد ناصراً ينصره ولا معيناً يعينه في كربته .. سوى ربه وخالقه الذي يمهل ولا يهمل أبداً عباده المظلومين ..

وربما العيبُ الذي ينبغي أن نذكره في هذا المقام .. أن إعلامنا لم يعطي محمود الاهتمام المستحق ولا التغطية اللازمة , تقديراً على صموده الأسطوري .. لماذا يا إعلامنا الموقر لم تسلط الضوء عليه كما خضر عدنان أو هناء شلبي أو ثائر حلاحلة ؟ أهو أقل منهم صموداً وتضحية ؟! أنه فلسطيني الدم والهوية مثلهم ويقاتل على نفس دربهم ويضحي بنفس طريقتهم !! فواجبٌ عليكم يا إعلامنا العفيف أن تقدم قدراً وفياً من الاهتمام مع محمود , والوقوف معه لتصل رسالته للعالم الخارجي , وليقف الاحتلالُ على قدمٍ واحدة ويرضخ أمام عنفوان الأسد محمود , ويحقق له أمل الحرية المنشود ..
محمود .. تعجز الكلمات عن وصف أسطوريتك وتأبى الحروف التعبير عن عزيمتك .. أنت مفخرة لفلسطين وشعبها .. ولأمة العرب وأبنائها .. لست أقل من الثائرين لأجل الحرية , فأنت ثائر بجوعك وصبرك .. ثائر بثباتك وصمودك وتضحياتك ..
محمود .. إن شيب فلسطين قبل شبابها يداً واحدة معك أيها الصقر .. فأنت صورة مضيئة لصمود شعب يأبى الانكسار ولو هُدت عليه جبال الأرض وصخورها ..
عذرا يا ميسي .. فمحمود تجاوزت مهاراته في الصمود مهاراتك .. وتجاوزت مراوغاته للاحتلال مراوغاتك .. وتجاوز إبداعه في التحدي إبداعاتك .. ووقف وحده ليس ضد عشرة مدافعين .. بل ضد كيان ودولة لها من القوة والجبروت ما لها .. يتحداها طلباً لهدف أسمى هو أقل الحقوق للإنسان .. انه الحرية , فلك يا محمود ألف ألف تحية , وعذراً يا ميسي .. فهو الأفضل في العالم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق