الاثنين، 25 يونيو 2012

مرسي هو الرئيس !!


مرسي هو الرئيس !!
 
بقلم / خليل نظير اللوقا

بعد أن قدم شعب مصر تضحيات تليها تضحيات من أجل أن يظفر برمق من الحرية بعد ظلم النظام الظالم وعتمة الليل الداكن , الذي ذاقه على مر ثلاثين سنة أو يزيد من حكم أسياد لعبيد وتحكم لطغاة مستبدين لا يعرفون سوى بطونهم وعوائلهم وتضخيم أموالهم والتنافس بينهم لمن يصعد أولا لسلم أثرياء العالم , وشعوبهم لا تكاد تذوق طعماً لرغيف أو لقمةٍ لطعام أو شربه لماء تروي بها ظمأ أو تسد بها جوعاً ..
لقد انحرفت عن مسار مقالي قليلاً .. فظلمهم كان كبير وتسلطهم على شعوبهم كان عسير .. أما ما أريد قوله في تلك السطور , أن ما وصل إليه شعب مصر اليوم من اختيار لرئيس لهو أجمل ما في تلك الثورة المباركة , فقد حقق هدفاً سامياً ورسم صورة عالية لشعب مصر العظيم , فقد ثار على الظلم والطغيان وأبعد ليس فلول النظام بل أصول النظام فشفيق كان رمزاً من رموز مبارك , وضحى لأجل أن يصل ويعيد صورة سابقيه ولكن عزيمة المصريين وإرادتهم ردت كيد الكائدين لنحورهم وجعلت رموز الثورة يحلقون في سماء مصر ..

لقد كان المصريون في عهد مبارك يعرفون نتيجة الانتخابات قبل أن تبدأ , فرئيسهم المبجل يحصد تسعة وتسعون بالمائة !! يا للعجب إن من يعبد الله في هذا الكون لا يصلون لهذا الرقم .. ومبارك وصل إليه بقدرة لا يعلمها إلا هو !!
إن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية لهي أمر طبيعي لدرجة الظلام والظلم الذي عاشه المصريون , فلِمَ نقف حزانى ونلطم الكفوف والأوجه ؟ لقد اختار المصريون كما اختار الفلسطينيون وكما اختار التونسيون وكما اختار قبلهم الكثير من الشعوب , ألم تكن الانتخابات المصرية نزيهة بشهادات الجميع ؟ لم الخوف إذن ؟!

أنا لست إخوانياً وأبدا لن أكون , وبالتأكيد لست مدافعاً عن نظام سابق ولكن أوجه رسالتي كمتابع للأحداث في مصر والوطن العربي , لقد اختار الشعب وحدد كلمته فيجب أن نقف مع إرادة الشعب المصري ونحترمها ونقدرها , أيعقل بنا أن ننغص فرحة الديمقراطية المصرية الأولى في التاريخ ؟ وننتظر بما ستؤول إليه الأمور ولا نبدأ بالحكم والتهويل والتوقعات الزائفة التي لا تعرف سوى حقدا أو كرهاً , يجب علينا أن نُحكم عقولنا ونجعل من ألبابنا ميزاناً لقياس درجة نقاء أذهاننا لنبعد عنها زيف الحقد والحسد , وكلمة أخيرة أحببت أن أذكرها .. إن وصول مرسي لكرسي الرئاسة لهو إنذار لكل ظالمٍ فاسد وحاكمٍ طاغي , ألم يكن مرسي وجماعته في أيام من سنين داخل السجون والمعتقلات في عهد البائد مبارك , اليوم نرى عكس تلك الرواية فمبارك يناظر من خلف القضبان ويرى كرسيه مع من حاربهم وسجنهم وعذبهم , فالأيام دول وشاعر أم كلثوم عبد المنعم السباعي قالها في أغنيته الخالدة :
دي حكمة الله في آية      لكل ظالم نهايه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق